السبت، 27 فبراير 2010

مُعلّقه .




قد لا ينجو المرء حِينَ يتلقّف الماضي بعناية , وإنهُ ليقتفي جُرحه بقصدٍ دائِماً .
حِينَ نبتتْ في صدري زهرة ناضجة , ما كُنتُ لأسقيها ربيعا وقد بذلتُ روحاً أخرى غير التي كانت ’ وأصبحت في الفِعل مفعولٌ بها , رماديّة أو هِيَ حيادُ اللونِ في غيبوبتِه , تُشير للأرض الصلبة من حولها أن تفتّقي لأنكِ أنتِ , وإن حلقتِ بموت ستبقينَ الجناح الذي تملّصَ من واجباتِه تجاه حريّةٍ لم تُعرهُ إهتمام اللاحدّ فيها ! .
أذكر هيئتها الفخّاريّة تدفّقها المائيّ و إبتسامة التجزئة داخلها , أذكر حينَ رتّبتْ في صدرها الأماني , جعلتها فوق رفّ التأجيل , مسحت عنها غُبار الذكرى وربتت عليها بشيءٍ من النسيان , لم يكُن هذا خرقاً لقوانين المدى , فقد علمت مُسبقاً بأن هُناك من تعدّى كرمُه أسوارَ اليقين ، ودلف باب الخطيئة مُحدثاً بعض الثقوب فيه ! .
سلّمتْ ذاتَ يوم ضوء نهارها لحكاية لم تُحسن حبكَ قفلتها بعد , ركّزت على ملامح الإرتجاف في حواسها , لم تستنطقها لأن ذلك يُعد غباءً في شَرع الصعود نزولاً أو سقوطاً هه لم يكُن هُناك إختلافاً لتُذكر الكلمتين فالمعنى واحد ! , ألم أقل بأنه من الغباء استنطاقُها ؟ .
حسناً : لتنتهي معها بإكتمالٍ أوّليّ , تمُد يديها لا تجدُ إلا رذاذا ! تحبسُ الرذاذ لا ترى إلا عينها ॥ تُقفلها , فتتنصّتُ أعصابُها , تعاود تشذيب أهداب الحديث وتحرث السطور بطريقة مغايرة تماماً للفكرة , تؤمن أنهُ لم يكُن هناك أعظم من أن تشي بنفسها إليها , بإنقسامٍ لا يكون لها فيه من الحظ ضوءٌ آخر .


4jun2009

الأربعاء، 24 فبراير 2010

توبه .


أنظر إليك ، في الحقيقة أنظر إلى ما وراءك
كل تلك الأشياء الآتية من خلفك
وهيَ تغور في أقصى سراديب روحي
تجعل من نُقطة نُطقها ، محوراً لدائرة الكوابيس
تُكبّ في نومي على وجهها
॥فتُفزع أطراف اليقين ، وتضمحلّ الحقيقة
*
*
آتي إليكَ مُخضّبةً بجراح توالت
آثارها على مقلتيّ ،
وهيَ ترنو إلى الصفاء
فمثل تلك التشوهات ، عُقدة
تُبقي صوت الحياة
॥شادياً بين مصراعيّ ॥ نشاز !
*
*
يا فقيراً دللتهُ يدا الزقاق ،
هاتِ ضميرك ،
وازرع فيما بينحُقول التلاعبِ ، ورقة
دعها لتنمو بين تلك الكذبات
لتنمو ، فتصل بعلّوٍ طرفَ النهار
كي نموتَ معاً ، في حقيقة واحدة
في صدق تام
و عُد ،
*
*
إياك أن تديرَ فطرتك
تمسح بعض الماضي من مسام
الشكوك ،
وتمضي في طريق لم يُخلق
لخُطاك
النافذة غير مُستتره ،
رُوحك ترتعش
والمحرابُ يُبدي توقه ॥ ينادي ،
في أثر سماء حالكة الظلام
أن حيّ على الصلاة ॥ ..

24 فبراير 2010

الأحد، 21 فبراير 2010

رُبما كانت ’ أنا



قيل ( إن أردت اختبار أشياؤك الحميمة اتركها إن عادت فهي لك وإن لم تعد فـ لم تكن يوماً لك ) ।

أظن بأن ما قيل قابلاً للتطبيق على الأشياء المادية والمعنوية ولا يُمكن من ذلك أن نستثني أنفسنا كبشر في الطبيعة المتغيرة على الدوام ، ف ليس كُل كائن مخوّل بخوض تجربته مع الآخر مكللةً بالنجاح ، البعض يظن ذلك في بساطة التفكير واستقطاب كل ثانية وجزء من الثانية يمضي مسيّراً إلى حتفه الصاخب ، ف ليسَ من نقطة انطلاق محددة ، والزوايا المكهربة بالدسائس لا تزال مركونةٌ أسفل تلك الحقائق ، لا تحتمل أن يكون لها أبعاداً أخرى ! ، كأن يكون المرء خصيم نفسه ، يرى في وجوه العامة وجه القرية التي لا يذكُر منها سوى جاره المقيت من كان يضع كل صباح أمام عتبة دارهم كومة حطب ، لتنتظره أمّه ويستدفئان بها معاً دونه ! ، غريبٌ أن يكون في القرية وجهٌ لا يُذكّرهُ بحزن جرّعته أمه ؟ ، غريبٌ كونه الرجل الذي تاه في خطواتهم ، رغم أنه عاصرها وحاصرها ، إلا أنه عاجز تماماً عن إيجادهم ! ، ويقول دوماً بأن الحظ : سبيل ، إلا أنه لم يصدق في قوله ، لأنها قد تُعرف الأيام من صباحاتها ، وهذا الصُبح منذ استيقظ لم يكن إلا ناعساً ، و سينام قريباً تحت ظلّه ! .
تختلف الكلمات في محيطه ، ويرنو إلى حظٍّ لم يصدُق معه ، في الحقيقة كُل سعيٍّ هوَ في نهايته فعل ، وكُل الأفعال تنبع من قول العزيمة ، وما لا يدركُه البعض مدى قسوة الشعور الذي يتسلّط كشمسٍ على سريرة أحدهم، ويغتال جاهداً تلك الضحكة المخضّبة بالاكتئاب ! .

حتماً لن تستطيل الأعذارُ أخرى ، لأنه لن تكُون هُناكَ معانٍ جادّة للقبول .
20/2/2010