السبت، 31 ديسمبر 2011

يفترض بي أن أنتظر شيئاً في العام جديد !

أحاول جدّياً ترتيب بعض الأماني على رف هذا العام،

لكن حين أتكلّف في ذلك يتزلزل الرفّ أمامي وتسقط آخر أمنياتي برغم تشبّثها بريحِ الترقّب موضع قدمي !



ماذا يكون لو نتيح الفرصة والمجال للفرح أو محاولة الفرح مجددا ؟

ثُمَ أننا سنكون شيئاً حتماً عندما - نحسن الظن بالله -

اللهم عامُ جديد يتساقط فيه الفرح كزخّات المطر بارداً عذباً نافعاً غير ضار ..


لنترك نوافذ قلوبنا مشرعة لتدخلنا نسمات الثقة بأن الله سيحقق لنا كل ما قد تمنيناه يوماً :)

كل عام وانتم بخير .

الاثنين، 9 أغسطس 2010

لأن الاختلاف حقيقة ، لا يختلف عليها اثنان


لم يتبقى على رمضان سوى بضع ساعات أو ربما يوم بأكمله ، هذا ليس بجديد إنما هنالك ما يدعني متورّطة في أمور أخرى ، والأكثر إشكالاً أنها ضرورية لمواجهة ما قد أقسو به على نفسي ذات غُربة ، التفكير في مشروع السفر ، الوقوع في شرك الكآبة ، تمديد رغبة مكبوتة على الوضع الصامت نفسه !!، ملاقاة الملل عند الجادة رقم "سَهر" ! ، متانة الغلاف البشري الجائع على الدوام ، وعدم اختراق تلك الروحانية لما قبل يوم १/ ९ على الأقل، الكثير من الحسابات قد اختلفت الآن ، كل ما قد نظنه آتٍ فعلاً وهو لم يطأ بعد أرض الوصول إلينا ! ، في الحقيقة إنه لم البؤس أن يكون كل ذلك ونحن نطلّ من نافذة قريبة جداً من هلال رمضان ، الوقت الذي تصفّد فيه شياطيننا ، وتفتح فيه كل أبواب الرحمة ، ماكان أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار ، قد نرثوا أنفسنا في وضع أسوأ من هذا وربما في وقت أسوأ أيضاً ، لكن ألا تظنون بأنه الآن قد حان الوقت ، لنتغيّر ؟ ، ليكبُر إيماننا ويقيننا ، لتشرق توبة في سماء ماضينا وحاضرنا ، ليكون السواد مجرّد عاصفة ، لم تقتلع صبرنا ولا ابتسامة البياض فينا ، لنبذر الصُبح في التُربة السليمة ، فتنمو آمالنا ضوءً في المدى البعيد ، أُحب العالم الآن ، أنا أكثر صبراً على نفسي وأكثر صدقاً ، لأول مرة أشعر بأن الاختلاف الحقيقي هوَ رؤيتك للجانب الذي تخفيه على الدوام من شخصيتك ।.



مباركٌ عليكم رمضان ، تقبل الله صالح أعمالكم يا أحبّة :) .

الثلاثاء، 30 مارس 2010

ميلاد

حتى الآن وأنا أعد الثواني تنازلياً ، كل هذا العُمر يمرُق أمامي خطواتي لا أستطيع تداركها في حضرته ، أطؤها ॥ تُفقسُ ذكرى وأخرى خلفُها ، تتطاير كبقايا لأكياس النايلون من متاجر لم تُقدر بعد كيف يمكن أن يقضي التلوث البيئي على الأجساد القائمة بفعل قلّة المناعة وقلّة الاحترام لها ! ، هذا العُمر يتجهُ نحوي وعامي الأربعة والعشرون يُثقله ، يُصيبه بنفثة شرقيّة من تعويذة الحزن ، يتكوّم عند قدمي ، هل يريدني حقاً أن أركله ؟ ، كيفَ أستطيع ذلك ، كيف لي أن أنسف تجاعيد الملعب عن وجهي ، وأنا أحمله كخديعة وألقي به في لُجّة الماضي ، وأخبرهُ وعيناي ترمي بشررها - ثمة حُزن بي يكفي فلا تأتي وأستكفي حقاً ! - إياكَ أن تستدير أرضي ، وتزرعها صفرة واخضرار ، اياكَ ان تُشعل تلك الأضواء المُصنّعة من خطاياهم ! ، إياكَ أن تربت على كتف سرّيتي لتشي بي أمامهم - حتى الآن هيَ تفتقدكم - لستَ بوكيل عليّ ، فلا تتجرأ وتتعدى عاصفة المكوث فيها قليلاً ! ، لا تُكابر بقوة عند ضعفها ، لا تسمح بأن تغور أقصى سراديبها ، وتفتش في دمعاتها ، لن يكون إلا الجفاف حاضراً ، يُهمينُ على ابتساماتها وصباحاتها التي تُفضّلها على الاطلاق ! .....
سيغيبُ عنها العالم ، وتُصبح ربيبة الوحدة ، التي لم يخلق فيها الله قلباً لتتعايش والعالمين ! ।
بعد أيّام هجريّة سأكون وليدة ....
ستمسح صرختي الأولى كُل آثامكم في داخلي ، وستُداعب أصواتكم عيني كما لم أعهدها ، ستخونونني كثيراً وأحبكم أكثر
أحبكم حينَ لا يعد في مقدور الحناجر كظم الصوت المغتاظ المنادي عليكم !
أحبكم حتى أنتم يا أعدائي ...
في تلك اللحظة فقط
سأكون الجديدة ،
ماذا لو جددتم العهد معي ؟

السبت، 27 فبراير 2010

مُعلّقه .




قد لا ينجو المرء حِينَ يتلقّف الماضي بعناية , وإنهُ ليقتفي جُرحه بقصدٍ دائِماً .
حِينَ نبتتْ في صدري زهرة ناضجة , ما كُنتُ لأسقيها ربيعا وقد بذلتُ روحاً أخرى غير التي كانت ’ وأصبحت في الفِعل مفعولٌ بها , رماديّة أو هِيَ حيادُ اللونِ في غيبوبتِه , تُشير للأرض الصلبة من حولها أن تفتّقي لأنكِ أنتِ , وإن حلقتِ بموت ستبقينَ الجناح الذي تملّصَ من واجباتِه تجاه حريّةٍ لم تُعرهُ إهتمام اللاحدّ فيها ! .
أذكر هيئتها الفخّاريّة تدفّقها المائيّ و إبتسامة التجزئة داخلها , أذكر حينَ رتّبتْ في صدرها الأماني , جعلتها فوق رفّ التأجيل , مسحت عنها غُبار الذكرى وربتت عليها بشيءٍ من النسيان , لم يكُن هذا خرقاً لقوانين المدى , فقد علمت مُسبقاً بأن هُناك من تعدّى كرمُه أسوارَ اليقين ، ودلف باب الخطيئة مُحدثاً بعض الثقوب فيه ! .
سلّمتْ ذاتَ يوم ضوء نهارها لحكاية لم تُحسن حبكَ قفلتها بعد , ركّزت على ملامح الإرتجاف في حواسها , لم تستنطقها لأن ذلك يُعد غباءً في شَرع الصعود نزولاً أو سقوطاً هه لم يكُن هُناك إختلافاً لتُذكر الكلمتين فالمعنى واحد ! , ألم أقل بأنه من الغباء استنطاقُها ؟ .
حسناً : لتنتهي معها بإكتمالٍ أوّليّ , تمُد يديها لا تجدُ إلا رذاذا ! تحبسُ الرذاذ لا ترى إلا عينها ॥ تُقفلها , فتتنصّتُ أعصابُها , تعاود تشذيب أهداب الحديث وتحرث السطور بطريقة مغايرة تماماً للفكرة , تؤمن أنهُ لم يكُن هناك أعظم من أن تشي بنفسها إليها , بإنقسامٍ لا يكون لها فيه من الحظ ضوءٌ آخر .


4jun2009

الأربعاء، 24 فبراير 2010

توبه .


أنظر إليك ، في الحقيقة أنظر إلى ما وراءك
كل تلك الأشياء الآتية من خلفك
وهيَ تغور في أقصى سراديب روحي
تجعل من نُقطة نُطقها ، محوراً لدائرة الكوابيس
تُكبّ في نومي على وجهها
॥فتُفزع أطراف اليقين ، وتضمحلّ الحقيقة
*
*
آتي إليكَ مُخضّبةً بجراح توالت
آثارها على مقلتيّ ،
وهيَ ترنو إلى الصفاء
فمثل تلك التشوهات ، عُقدة
تُبقي صوت الحياة
॥شادياً بين مصراعيّ ॥ نشاز !
*
*
يا فقيراً دللتهُ يدا الزقاق ،
هاتِ ضميرك ،
وازرع فيما بينحُقول التلاعبِ ، ورقة
دعها لتنمو بين تلك الكذبات
لتنمو ، فتصل بعلّوٍ طرفَ النهار
كي نموتَ معاً ، في حقيقة واحدة
في صدق تام
و عُد ،
*
*
إياك أن تديرَ فطرتك
تمسح بعض الماضي من مسام
الشكوك ،
وتمضي في طريق لم يُخلق
لخُطاك
النافذة غير مُستتره ،
رُوحك ترتعش
والمحرابُ يُبدي توقه ॥ ينادي ،
في أثر سماء حالكة الظلام
أن حيّ على الصلاة ॥ ..

24 فبراير 2010

الأحد، 21 فبراير 2010

رُبما كانت ’ أنا



قيل ( إن أردت اختبار أشياؤك الحميمة اتركها إن عادت فهي لك وإن لم تعد فـ لم تكن يوماً لك ) ।

أظن بأن ما قيل قابلاً للتطبيق على الأشياء المادية والمعنوية ولا يُمكن من ذلك أن نستثني أنفسنا كبشر في الطبيعة المتغيرة على الدوام ، ف ليس كُل كائن مخوّل بخوض تجربته مع الآخر مكللةً بالنجاح ، البعض يظن ذلك في بساطة التفكير واستقطاب كل ثانية وجزء من الثانية يمضي مسيّراً إلى حتفه الصاخب ، ف ليسَ من نقطة انطلاق محددة ، والزوايا المكهربة بالدسائس لا تزال مركونةٌ أسفل تلك الحقائق ، لا تحتمل أن يكون لها أبعاداً أخرى ! ، كأن يكون المرء خصيم نفسه ، يرى في وجوه العامة وجه القرية التي لا يذكُر منها سوى جاره المقيت من كان يضع كل صباح أمام عتبة دارهم كومة حطب ، لتنتظره أمّه ويستدفئان بها معاً دونه ! ، غريبٌ أن يكون في القرية وجهٌ لا يُذكّرهُ بحزن جرّعته أمه ؟ ، غريبٌ كونه الرجل الذي تاه في خطواتهم ، رغم أنه عاصرها وحاصرها ، إلا أنه عاجز تماماً عن إيجادهم ! ، ويقول دوماً بأن الحظ : سبيل ، إلا أنه لم يصدق في قوله ، لأنها قد تُعرف الأيام من صباحاتها ، وهذا الصُبح منذ استيقظ لم يكن إلا ناعساً ، و سينام قريباً تحت ظلّه ! .
تختلف الكلمات في محيطه ، ويرنو إلى حظٍّ لم يصدُق معه ، في الحقيقة كُل سعيٍّ هوَ في نهايته فعل ، وكُل الأفعال تنبع من قول العزيمة ، وما لا يدركُه البعض مدى قسوة الشعور الذي يتسلّط كشمسٍ على سريرة أحدهم، ويغتال جاهداً تلك الضحكة المخضّبة بالاكتئاب ! .

حتماً لن تستطيل الأعذارُ أخرى ، لأنه لن تكُون هُناكَ معانٍ جادّة للقبول .
20/2/2010

الثلاثاء، 15 ديسمبر 2009

تبغ وشوارع


.
.
.
.
.
.
.
.
.
شعركِ الذي كان ينبضُ على وسادتي
كشلالٍ من العصافير
يلهو على وساداتٍ غريبه
يخونني يا ليلى
فلن أشتري له الأمشاط المذهبّه بعد الآن
سامحيني أنا فقيرٌ يا جميله
حياتي حبرٌ ومغلفاتٌ وليل بلا نجوم
شبابي باردٌ كالوحل
عتيقٌ كالطفوله
طفولتي يا ليلى .. ألا تذكرينها
كنت مهرجاً ..
أبيع البطالة والتثاؤبَ أمام الدكاكين
ألعبُ الدّحل
وآكل الخبز في الطريق
وكان أبي ، لا يحبني كثيراً ، يضربني على قفاي كالجارية
ويشتمني في السوق
وبين المنازل المتسلخةِ كأيدي الفقراء
ككل طفولتي
ضائعاً .. ضائعاً
أشتهي منضدةً وسفينة .. لأستريح
لأبعثر قلبي طعاماً على الورق
. . .
في البساتين الموحله .. كنت أنظمُ الشعر يا ليلى
وبعد الغروب
أهجر بيتي في عيون الصنوبر
يموت .. يشهق بالحبر
وأجلسُ وحيداً مع الليل والسعال الخافت داخل الأكواخ
مع سحابة من النرجس البرّي
تنفض دموعها في سلال العشبِ المتهادية
على النهر
هدية لباعة الكستناء
والعاطلين عن العمل على جسر فكتوريا .
. . .
هذا الجسرُ لم أره من شهورٍ يا ليلى
ولا أنت تنتظرينني كوردةٍ في الهجير
سامحيني .. أنا فقيرٌ وظمآن
أنا إنسانُ تبغٍ وشوارع وأسمال .





* محمد الماغوط .