قد لا ينجو المرء حِينَ يتلقّف الماضي بعناية , وإنهُ ليقتفي جُرحه بقصدٍ دائِماً .
।
।
।
।
حِينَ نبتتْ في صدري زهرة ناضجة , ما كُنتُ لأسقيها ربيعا وقد بذلتُ روحاً أخرى غير التي كانت ’ وأصبحت في الفِعل مفعولٌ بها , رماديّة أو هِيَ حيادُ اللونِ في غيبوبتِه , تُشير للأرض الصلبة من حولها أن تفتّقي لأنكِ أنتِ , وإن حلقتِ بموت ستبقينَ الجناح الذي تملّصَ من واجباتِه تجاه حريّةٍ لم تُعرهُ إهتمام اللاحدّ فيها ! .
أذكر هيئتها الفخّاريّة تدفّقها المائيّ و إبتسامة التجزئة داخلها , أذكر حينَ رتّبتْ في صدرها الأماني , جعلتها فوق رفّ التأجيل , مسحت عنها غُبار الذكرى وربتت عليها بشيءٍ من النسيان , لم يكُن هذا خرقاً لقوانين المدى , فقد علمت مُسبقاً بأن هُناك من تعدّى كرمُه أسوارَ اليقين ، ودلف باب الخطيئة مُحدثاً بعض الثقوب فيه ! .
سلّمتْ ذاتَ يوم ضوء نهارها لحكاية لم تُحسن حبكَ قفلتها بعد , ركّزت على ملامح الإرتجاف في حواسها , لم تستنطقها لأن ذلك يُعد غباءً في شَرع الصعود نزولاً أو سقوطاً هه لم يكُن هُناك إختلافاً لتُذكر الكلمتين فالمعنى واحد ! , ألم أقل بأنه من الغباء استنطاقُها ؟ .
حسناً : لتنتهي معها بإكتمالٍ أوّليّ , تمُد يديها لا تجدُ إلا رذاذا ! تحبسُ الرذاذ لا ترى إلا عينها ॥ تُقفلها , فتتنصّتُ أعصابُها , تعاود تشذيب أهداب الحديث وتحرث السطور بطريقة مغايرة تماماً للفكرة , تؤمن أنهُ لم يكُن هناك أعظم من أن تشي بنفسها إليها , بإنقسامٍ لا يكون لها فيه من الحظ ضوءٌ آخر .
4jun2009