الأحد، 27 سبتمبر 2009

موسيقى روح




عَقَدتُ من هذا الصباح نوتة أمل وأجنحة لمدى لازلتُ أعُدّ في لا نهايتها الأفكار والأوهام أحياناً ، فالطيور البعيدة والبادية في ومضة الشروق كالنقط الضائعة ، تتحرّك وفق الضوء المُتمدّد بين راحتيّ الأسلاك الكهربائيّة أعلى أبراجُها ، تكتُب حرفاً موسيقيّاً في سلّم الروح فتُعزَف سمفونيّة الغائب ، بحضور الكائنات الأخرى ،
.
.
.
هذا الغائب لا يجيء !
هذا الغائب ساديّ ،
فكُل النوافذ المُشرعة لإحتضان جناحه وبالتالي إحتضانه هُوَ لوليدة حديثة
العهد بالحياة ، محاطة بسياج مُحكم !
لا يصل ، مع أنَ أصابعة تتسابق للأعلى
يُمسك السطح ،
خال كالعادة .. الهواء يلتفّ حولَ معصمه
تطيرُ كفّ ،
فيغلبُ الظنّ إثم !
.
هذا الغائب متخفّي ،
هذا الغائب " حاضر
يُتقنُ رقصة البصمات على أزرّة الزمن
تقفُ بمحاذاته
يدها على كتفه ،
لـ يعود كفٌّ طار .. في معانقة .

الخميس، 24 سبتمبر 2009

سرد يلفّه العتق





- كيفَ هوَ وفاء الكائنات الأُخرى ؟ .




رأيتُ هذا الإطار في زلزلة روحيّة شديدة الأثر على اللحظة ، فالأسئلة تترى في ساعاتي وكثير الدقائق ،وأبدأ تساؤلاتي بـ ماذا لو تمكّن الإنسان من صُنع زرّ متى ما ضُغط في لهفة لإسترجاع ضحكة ما او رعشة أو حتى تبلّد وصمم جُزئي يُصيب هذا الإنسان الضعيف أثناء رفّة جناح حسّي صادق ؟ ، ماذا لو استشعرنا حياتنا بمحاذاة الساحل ، تُحيطنا تلّة خضراء ، عن يميننا كوخ خشبيّ يُقابله مقهى عتيق معلّقاً إلى آخر الرصيف ! ، وبينما الطفلة الكبيرة تخرُج ببراءة روحها ، وينع جسدها دون أن تُقدّم سوء الظنّ أو تُلطّخ نوايا الآخرين بـ كلمة خبيثة ، أو نظرة مُختلّة ومُتخلّفة في آن ، تسير وكأن الأرض تتصاعد في خطواتها تصل لسماوات الربيع ، تقطفُ من بسمات المارقين بجانبها ديم وغصونٌ رطبة ، تُعانق كفوف الفلاحين كفّيها الطريّين ، تُقبّل تجاعيد العجائز لتُزهر بسيلكون طبيعي ، ويبتهلن بالدعاء لها ( يارب تكبري ، ويشبهوك أطفالك ) ، فـ كُل ما تتحسّه أنفاسها أو تمُرّ قريباً منه كفيّها يتحوّل إلى أعشاش كلّف صُنعها حُريّة التحليق ، انقباضاً شبه مؤقّت ، وهذا ما لا تستطيعه من ضاهت بطبيعتها التي فطرها الخالق عليها ما زعمت به خطئاً أمريكا الأبيّه ! ، هيَ تتجوّل كسائحة في القرية المسوّرة بالمآذن والجيرة ، التي تعبق بالحناء والسدر أمواتاً أو أحياءً لا فرق ، حيثُ أن الذي يفصلُ بينهم قشرة تُرابيّه ، بإمكان الريح العاصف أن يُعرّيها ليتكشّف من تحت الأرض عظاماً وبقايا لصور كانت قد إكتملت عُمراً ما ، فهدمَ ما بنى شغفنا لأن نحيا ، وغابت اللذّات بهادمها ، الصبيّه تزوجت بخطوات أخرى كهلة إلى حد ما ، وأرتمى في حجرها مولود لم يكن ليستوطن رحمها تسعة أشهر ، لذا حملتْ صيفاً طويلاً فأجهضت محرقة ، تشوّهت بها كُل كائنات طريقها اليتيمة ، ..




كَبُرت .. إلا أن أطفالها لم يُشبهوها
لأنها ماتتْ عقيم .

السبت، 5 سبتمبر 2009

هلاك باصرار














.

.

.

لمّا نَظَر ، تكوّنت لديه فكرة ميّتة مع وقف التشييع ، وبعيداً عن الحال المُزري الذي آلت إليه حياة هذا الصبيّ ، فلا زَالَ يُدوّنُ آلامه مع كُل نفثة دُخان ، تستغرق دهراً بإكمله لشرح التشبّع الباد في وجهه ، فكُلّما سحب سيجارهُ من جيبه .. ظلّ يُحملق فيه طويلاً ، وكأنهُ يضعُ أثناء تفحّصه موقف ما تجذّر حُزنه ، فصَار وشماً على ذراع خيباته .

.

يأتي أولاً على ذكر أبيه المُتسلّط في طفولته، كَيفَ وبَّخهُ على نسيانه أمر الشاي ، مع أن أبريقَ الشاي كان على بُعد حركة واحدة من الوالد إلا أنه لم يأخُذهُ بالرويغة ! ، فَهَلكَ ماض واغتهبَ بأجل غير مُسمّى ! .

.

ليسَ بسخيف ، هُوَ يتصرّف بفطرته والسجيّه ، يُعلّق أحلامه على حبل من براءة ، دون أن يشبكها حتّى لا تطير ، الريّحُ تعصف به .. هُوَ يغيب عن وعي اللحظة ، ويستفيق على هذا الذي حلّق بعيداً حيثُ لا يمكنه العودة أبدا .

.

لُفافة التبغ سَبَرتْ سنينه ، منحتهُ كون صداقة جديد مع الأشياء وبنظرة مختلفة تماماً عنها أعلاه ، و برُغم أن المرض كان وفيّاً معه ، ولم يسطع عليه شفاءً ولا نسيانا .. تبقّت لهُ عُلبة حياة واحدة ! ، إن أمكنه خلاصاً من إدمان الذكريات ! ، لو أنهُ ينفثُ دُخانها أيضاً ، لتكوّنت .