الثلاثاء، 30 مارس 2010

ميلاد

حتى الآن وأنا أعد الثواني تنازلياً ، كل هذا العُمر يمرُق أمامي خطواتي لا أستطيع تداركها في حضرته ، أطؤها ॥ تُفقسُ ذكرى وأخرى خلفُها ، تتطاير كبقايا لأكياس النايلون من متاجر لم تُقدر بعد كيف يمكن أن يقضي التلوث البيئي على الأجساد القائمة بفعل قلّة المناعة وقلّة الاحترام لها ! ، هذا العُمر يتجهُ نحوي وعامي الأربعة والعشرون يُثقله ، يُصيبه بنفثة شرقيّة من تعويذة الحزن ، يتكوّم عند قدمي ، هل يريدني حقاً أن أركله ؟ ، كيفَ أستطيع ذلك ، كيف لي أن أنسف تجاعيد الملعب عن وجهي ، وأنا أحمله كخديعة وألقي به في لُجّة الماضي ، وأخبرهُ وعيناي ترمي بشررها - ثمة حُزن بي يكفي فلا تأتي وأستكفي حقاً ! - إياكَ أن تستدير أرضي ، وتزرعها صفرة واخضرار ، اياكَ ان تُشعل تلك الأضواء المُصنّعة من خطاياهم ! ، إياكَ أن تربت على كتف سرّيتي لتشي بي أمامهم - حتى الآن هيَ تفتقدكم - لستَ بوكيل عليّ ، فلا تتجرأ وتتعدى عاصفة المكوث فيها قليلاً ! ، لا تُكابر بقوة عند ضعفها ، لا تسمح بأن تغور أقصى سراديبها ، وتفتش في دمعاتها ، لن يكون إلا الجفاف حاضراً ، يُهمينُ على ابتساماتها وصباحاتها التي تُفضّلها على الاطلاق ! .....
سيغيبُ عنها العالم ، وتُصبح ربيبة الوحدة ، التي لم يخلق فيها الله قلباً لتتعايش والعالمين ! ।
بعد أيّام هجريّة سأكون وليدة ....
ستمسح صرختي الأولى كُل آثامكم في داخلي ، وستُداعب أصواتكم عيني كما لم أعهدها ، ستخونونني كثيراً وأحبكم أكثر
أحبكم حينَ لا يعد في مقدور الحناجر كظم الصوت المغتاظ المنادي عليكم !
أحبكم حتى أنتم يا أعدائي ...
في تلك اللحظة فقط
سأكون الجديدة ،
ماذا لو جددتم العهد معي ؟

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

في كل يومٍ ميلاد
وبداية جديده لكل شي..
المدونة ممتعه وكذالك الكتاب ..

غيمة يقول...

صرخة الولادة ميلادٌ أكبر للحياة قاطبة، وفي كل يوم نستفيق فيه لا نجد إلا جديد عدسة المعرفة التي يتشكل فيهاالماضي والحاضر في آن معاً ... فإما أن نبتسم أو نبكي طويلاً أمام نافذة العالم !


أهلاً بك خيال ، كنتَ كذلك في حضور بالكاد أرى ظلّه النور في الزوايا ، وبالنسبة للكتاب ، هل تقصد طوق الياسمين ؟ ، إن كان كذلك فأنا لازلت في صفحاته الأولى وأتوق لإنهائه سريعاً .