الخميس، 13 أغسطس 2009

لو





، ..
لو أنّي اقتطفتُ من الكون نجمة واحدة أودعتُها الروح ، كبّلتُ بها لحظات غامقة لأبُثّ فيها ذرة ضوء فتُغالبُها حياة وتخضرّ ، .. لو أنّي كُلّما تذكرتُ غباء اللحظة وتكوينها الاوّل تبسّمتُ بسخرية وكبّرتُ كثيراً علّها تعود ، .. لو أنّي رتبتُ هذا النبض وماجعلتُ هذه العاطفة في فهرسة ، لو جعلتُه معاقاً بطريقة ما دون أن تؤثر على وظيفتة ، .. لو أنّي أُبالغ في الموت بشكل مشروع ، وأُزيّن الحظّ أمامي بنرجسة كبيرة ، .. لو أنّي هببتُ لمعانقته قبل الرحيل ، وأصطنعتُ قُبلة ذات مردود معنويّ ، .. لو أنّي أصيرُ الأميرة في الرواية دون أن أكون البطلة ، .. لو أنّي عزفتُ المسافة لتستيقظ القُدرة ، فتنحني خُطى ، .. لو أنّي ربطتُ الساحل بالموجة المُصابة بهستيريا الطاقة ، .. لو أنّي آثرتُ النظر على العمى في الوقت المُصاب بداء الألوان ، .. لو أنّي كيفما جئتُه ما نزعتُ غطاء الأرق ، وما رسمتُ شيئاً لا يتكوّن أبداً ، .. لو أنّي ضحكتُ هكذا من القلب دون أن ترتسم في عينيّ رعونة أخرى ، .. لو أنّي أجبتُ غوايته بـ ليتك تفهمني ، .. لو أنّي أفقتُ من غيبوبة الزيت ، قبل أن تنفجرَ حبّة ذُرة ، .. لو أنّي أُثخنتُ بالكبرياء دون أن يدلّ العرق مسام الآه ، .. لو أنّي حرقتُ صخرة الطاعة الماكثة في صدري ، لتُفرج وطن ، .. لو أنّي عصفتُ بـ لا ، قبل أن أصير الإبرة الضائعة في كومة القش ، .. لو أنّي قُلتُها في وجه الضغوط بـ لا مساس ، .. لو أنّي رشفتُ كمّية الماء الذي زادت مركّباته ذرة بُعد ، لما رجوت افاقة ، .. لو أنّي كذّبتُ الغيمة التي وشتْ بالصوت مابين سماواته ، .. لو أنّي أفصحتُ عن رغبة انتقام الريح للعاصفة ، .. لو أنّي ضربتُ بالدُفّ أو قرعتُ جرساً ما لاوقظ الحظّ ، .. لو أنّي غيّبتُ السور ، لكُنت آية ، .. لو أنّي اتخلّصُ من الشريط الذي دوت فيه خيباتي ، .. لو أنّي أُراسل الزمان لتوقّف ، .. لو أنّي أبُثّ الأغنيات مع الريح أو أدُسّها في جيب دمعاتي لبكيتُ أكثر ، .. لو أنّي أصيرُ حنجرة فقط ، لخفتُ السرطان ، .. لو أنّي أحوّل الدمّ لـ مواضع أخرى حيّة خارج الحياة ، .. لو أنّي أموتُ الآن ، كذاكرة بالية استفنذت كُل طاقات الحفظ والإسترجاع ، .. لو أنّي ما كمّمتُ الفرح منذ ولد ، لصار رجُلا ، .. لو أنّي جعلتُ بين أصابعي اصبعَ ذاكرة ، لذكرتُه ، .. لو أنّي أكُفّ عن التسويف ، لتضخّمتُ بهم ، .. لو أنّي فقط أتذكّر بأن هذه الـ ( لو ) تفتح عمل الشيطان ، لصرتُ فراشة ! .

ليست هناك تعليقات: