الثلاثاء، 25 أغسطس 2009

تجريد


كُلّما فعّلتُ فيّ روح .. سرقتها أُخرى .
/
مُتعبة للحدّ الذي لا أشعر معه بأطراف الوقت ، ولا بجسد اليقين ، ولا بعين الرجاء
ولا بنفس النسيان ، ولا بميل شجرة البلوط ، ولا بإنتفاض السماء ، ولا بالندى على إصبعي ، ولا بكيان اللون ، ولا حقيبةُ الاماني ، ولا بوصلة الذاكرة ، ولا مرارة الوجود ، ولا تلقّف الحاضر كـ كهف مسلّما بأمانه ، ولا الماضي بغراب لهذا الكهف! .
/
مُتعبةٌ لآخر الفلك ، تعلوني مجموعة قمرية و وَجَعٌ شمسيّ مُستديم ، ولا انطفاءةٌ جادّة تستدرجُ الصُبح كـ عُرس ، ولا الليلُ يُتمّ الليل حداداً على كبوة الضوء التي خلّفها صمتُ الأفول الأوّل ! ، نبراسُ النبض كلمة وحينَ يُبتر الضوء يُصاب الورق بهشاشة
التعبير ، ونكوص الحرف فبعد ان كان يافعاً ويانعا ، عاد ليمُصّ آماله كرضيع ، وصارَ البُكاء هويّته وهوايته ! .
/
يحبو الصوتُ رخيماً في متاهات سمعي ، ويتقوّس حينَ يدنو من بصري ، ولا يكون حينَ يتلمّسُ حبيبات التذوق في لساني ! ، كميّة الوَجَع الآخذة به والدافعة له في لُجّة الاستنتاج ماهيَ إلا دينامو محبط ، يبُثّ الطاقة متراخية ومترهّله ، كـ اللاشيء عندما نُعدّ فيه صبرنا ليكون شيئا .
/
العتب الذي مُلئتُ به ، وأملاهُ عليّ ضميري ودستوري والكثير من الطيبة .. يزيدني ضعفاً إلى ضعفي ، يغمُرني بالإكتئاب ويجعلني مُشرّعة هذا الفرح الصغير الذي خبأتُه منذ الإبتسام للريح ، لتأخذه كما أودت بالكثير من خيباتي إلى النسيان ، نسيت ولكنّ هذه الأرض لا تنسى ، التي زرعتُها بالإنتظار ، سقيتُها آمالاً مؤجلة ، ولم أراها إلا وهيَ تنتحب على ضفّة الغياب ، كُلما عادت لتذكُر كافح الذنبُ ذكراها بالنسيان!.
/
ليضُمّ الغيبُ روحي ، أو لأغيب .

ليست هناك تعليقات: